صمت يتحدث بعنفوان المشاعر المكبوتة
مدينة هادئة، تشرق شمسها وتغرب وهي هادئة لا حياة فيها رغم أن هناك من يسكنها، وصمتها المخيم عليها يجعلها مدينة خاوية على عروشها. وهناك من بعيد أطل عليها بصيص نور قادم في الأفق في تلك المدينة، ويشع أكثر فأكثر كلما اقتربت منه واقترب منها، وما أن تراه وحتى برغم جهلها ماهيته إلا أن تلك المدينة ينفجر وسطها طوفان يغرق كل ما فيها بداخله ليحييه ويعيد له اشراقه وبريقه من جديد. وحينها تعود المدينة إلى أفضل مما كانت عليه في حيويتها السابقة برغم أنها غالباً لا تدرك ما سبب الطوفان وماهيته الحقيقية إلا أنها تدرك أنه جاء ليريحها وليشعرها بتحدي وأمل جديدين في طريقها هي ومن يسكنها، إنه الصمت المخيم في قلبك كإنسان وشعور الفراغ الكامل بحياتك لدرجة أن حتى صمتك الطويل يخيفك ويخاف منك لعدم شعورك بذاتك وما ترغب به، فينفجر الصمت فجأة داخلك بسؤال ساذج جداً تعرف اجابته حين تفكر بمنطقية ولكن حينها قلبك يغلبك فتسأل السؤال الساذج فتقول: هل أنا حقاً أفعل الصحيح؟ هل الوقت كفيل في مساعدتي حقاً فيما أنا فيه؟ وهكذا تدور في دائرة مفرغة لا نهاية لها لأنها فقط ثرثرة لا فائدة منها. وهكذا حين ينفجر الصمت ويفيض داخلك بك...