المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

صمت يتحدث بعنفوان المشاعر المكبوتة

صورة
مدينة هادئة، تشرق شمسها وتغرب وهي هادئة لا حياة فيها رغم أن هناك من يسكنها، وصمتها المخيم عليها يجعلها مدينة خاوية على عروشها. وهناك من بعيد أطل عليها بصيص نور قادم في الأفق في تلك المدينة، ويشع أكثر فأكثر كلما اقتربت منه واقترب منها، وما أن تراه وحتى برغم جهلها ماهيته إلا أن تلك المدينة ينفجر وسطها طوفان يغرق كل ما فيها بداخله ليحييه ويعيد له اشراقه وبريقه من جديد. وحينها تعود المدينة إلى أفضل مما كانت عليه في حيويتها السابقة برغم أنها غالباً لا تدرك ما سبب الطوفان وماهيته الحقيقية إلا أنها تدرك أنه جاء ليريحها وليشعرها بتحدي وأمل جديدين في طريقها هي ومن يسكنها، إنه الصمت المخيم في قلبك كإنسان وشعور الفراغ الكامل بحياتك لدرجة أن حتى صمتك الطويل يخيفك ويخاف منك لعدم شعورك بذاتك وما ترغب به، فينفجر الصمت فجأة داخلك بسؤال ساذج جداً تعرف اجابته حين تفكر بمنطقية ولكن حينها قلبك يغلبك فتسأل السؤال الساذج فتقول: هل أنا حقاً أفعل الصحيح؟ هل الوقت كفيل في مساعدتي حقاً فيما أنا فيه؟ وهكذا تدور في دائرة مفرغة لا نهاية لها لأنها فقط ثرثرة لا فائدة منها. وهكذا حين ينفجر الصمت ويفيض داخلك بك...

صوت لا روح له يصبح له حياة وروح في قلبك

صورة
صوت حنون يجوب أرجاء مدينة الحنان والابتسامة في أعماقنا، نستمع فيها دائماً للعديد من الأصوات وهي نعمة الله لنا، وهذه المدينة تمنحنا السعادة والألم ومشاعر مختلفة مختلطة تسبح بأرواحنا وتطير بها هنا وهناك وتمنحنا بذلك كنزاً ثميناً، ألا وهو ما نسميه ب"الذكريات". وتمر السنين، فتعود ذات الأصوات لأسماعنا فيقفز القلب لهفة للأصوات وذكرياتها بدواخلنا. وإن الصمت هو صوت الهدوء الذي يحمل في طياته الكثير والعميق مما في أعماقنا ببرودته وحرارته، فيجعل الروح تهفو في خباياه وذكرياته بجميلها وسيئها. ونعمة السمع لأصوات حولنا بحياتنا واكتنازها في داخل ذاكرتنا بكل ما تحمله من مشاعر ومواقف هو ما يجعل للذكريات معنى وطعم لا يمكن وصفه، فمثلاً قد كان هناك صوتاً قد سمعته بالأمس فلم يعني لك شيئاً بالفعل، ولكن بعد فترة من الوقت تستمع له مجدداً فيقشعر جسدك وينبض قلبك وبه تقفز ذكرى هذا الصوت ومعناه لعقلك ويتأثر به قلبك وتشعر عبر سماعك له بكل المشاعر الخاصة بتلك الذكرى التي فس داخلك. وصوت ذكرياتنا الجميلة يعطي لأرواحنا حياةً ومعنىً وجمالاً، وأما صوت السيئة منها فتعطي لنا دروساً قيمةً بحياتنا إن اعتبرنا...