صوت لا روح له يصبح له حياة وروح في قلبك


صوت حنون يجوب أرجاء مدينة الحنان والابتسامة في أعماقنا، نستمع فيها دائماً للعديد من الأصوات وهي نعمة الله لنا، وهذه المدينة تمنحنا السعادة والألم ومشاعر مختلفة مختلطة تسبح بأرواحنا وتطير بها هنا وهناك وتمنحنا بذلك كنزاً ثميناً، ألا وهو ما نسميه ب"الذكريات".

وتمر السنين، فتعود ذات الأصوات لأسماعنا فيقفز القلب لهفة للأصوات وذكرياتها بدواخلنا.

وإن الصمت هو صوت الهدوء الذي يحمل في طياته الكثير والعميق مما في أعماقنا ببرودته وحرارته، فيجعل الروح تهفو في خباياه وذكرياته بجميلها وسيئها.

ونعمة السمع لأصوات حولنا بحياتنا واكتنازها في داخل ذاكرتنا بكل ما تحمله من مشاعر ومواقف هو ما يجعل للذكريات معنى وطعم لا يمكن وصفه، فمثلاً قد كان هناك صوتاً قد سمعته بالأمس فلم يعني لك شيئاً بالفعل، ولكن بعد فترة من الوقت تستمع له مجدداً فيقشعر جسدك وينبض قلبك وبه تقفز ذكرى هذا الصوت ومعناه لعقلك ويتأثر به قلبك وتشعر عبر سماعك له بكل المشاعر الخاصة بتلك الذكرى التي فس داخلك.

وصوت ذكرياتنا الجميلة يعطي لأرواحنا حياةً ومعنىً وجمالاً، وأما صوت السيئة منها فتعطي لنا دروساً قيمةً بحياتنا إن اعتبرنا بها وتعلمنا منها، وبعد مرور بعض الوقت عليها فإننا نتذكر بأننا تجاوزناها وتعلمنا منها بقوة وشجاعة وحينها سنبتسم لذواتنا التي استفادت في كلتا الحالتين.

ولذلك، حمد الله سبحانه على نعمة السمع ونعمه التي لا تعد ولا تحصى في حياتنا اليومية ونحن لا نشعر بها واجب علينا.


تم تحريرها بتاريخ ٢٠١٨/٠٢/٠٦م
وتم تعديلها بتاريخ ٢٠٢٤/٠٣/١٠م
بقلم ريم القحطاني، فِكْرْ


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توق وشوق لمن يسكن أعماقك رغم كل شيء

تألق وألق يخترق أبعاد الكون