تألق وألق يخترق أبعاد الكون

نادراً ما ترى إنساناً في عينيه وروحه وقلبه تألقٌ وألقٌ لا مثيل لهما، وتكون جوارح هذا الإنسان كلها تتألق بنقاء ووضوح لا يخفي شيئاُ، وهذا كله لأن هذه الروح وهذا القلب سليمان وطاهران بصفاء ونقاء لا صفاء ولا نقاء بعدهما.

ويكون هذا الإنسان سعيداً بأبسط الأشياء من حوله حرفياً، فتجده يرى في قهوته سعادة له، وفي لعبه مع قطه سعادة له، وفي ابتسامته مع نفسه سعادة له، وفي أي عمل أو أي شيء مهما كان بسيطاً جداً سعادةً له يراكم بها رصيده الداخلي بنظرته الإيجابية المرنة للحياة المعقدة بطبيعتها لكونها دار اختبار لنا من الله سبحانه وتعالى.

ويدرك هذا الإنسان بأن ما بداخله من روح هي من روح الله وأن علينا أن نسعدها بما تحبه من طاعة الله بتكليفاتها الشرعية أولاً ثم البحث عما يهدئها ويسعدها مهما كان هذا الشيء بشرط ألا يخالف الشرع، فلا شيء يستحق أن نلبدَ سماء أرواحنا وقلوبنا وصفاءها بسببه، فابحث بيقين عن طمأنة روحك وقلبك وسعادتهما، فكلٌ منا يستحق سعادة وطمأنينة الروح والقلب الساكنين بجوفنا في الدارين.

فاسعد بنفسك لأنك أنت أنت، وخلقك ربك كما أنت وفي واقعك نفسه لأنه يعلم بقوتك وقدرتك على تجاوز كل ما تواجهه في حياتك والاستمتاع فيها بالمتاح، ولا تنسَ أن الله الرحمن الرحيم والرؤوف الكريم والعليم يعلم بما في داخل روحك وقلبك حتى لو لم تعلمه أنت بنفسك على حقيقته، واعلم يقيناً بأنه يحبك سبحانه كما أنت وفقط يريدك ألا تنساه وأن تعود لحضنه الدافئ بحبك له والقرب منه سبحانه، فتحدث معه سبحانه وتعالى على سجيتك أي بطبيعة حديثك مع أقرب الناس لك فهو معك في كل لحظة حتى الآن في هذه اللحظة هو معك.

ومع الوقت حين تُراكم هذه الأمور الإيجابية بيقين بالله، فإنه سيصبح لديك رصيد سعادة تتألق به ألقاً لا مثيل له وسعادة لا تقدر بثمن، وأنت تستطيع بكل تأكيد. 

وفقط أيقن بأن لديك القوة والقدرة على الوصول، لذلك جِدْ سعادتك في أبسط الأمور مهما رأيتها تافهة فهي نعمة عظيمة من الله ذات قيمة كبيرة عليك إدراكها وشكره وحمده عليها لئلا تُسلب منك، فغيرك يتمنى 1% مما أنت فيه من خير. 


تم تحريره يوم الاثنين بتاريخ ٢٠٢٤/٠٦/١٠،
بقلم ريم القحطاني، فِكْرْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توق وشوق لمن يسكن أعماقك رغم كل شيء