المشاركات

عرض المشاركات من 2018

لوم الغير يريحك قليلا ويؤذي غيرك كثيرا

صورة
الانسان كائن يصيب ويخطأ مع نفسه ومع من حوله، وهذه هي طبيعته البشرية التي خلقه الله عليها، فحين تصيب يا انسان تمتدح نفسك وتنسب كل الصواب لك وحدك أمام كل من حولك وأمام نفسك ومعها، والعكس حين تخطئ فإنك تضع سبب الخطأ هو غيرك وأنك بريء منه وأنه حدث بسببهم لا بسببك وهذا ما ندعوه بمصطلح "لوم الغير"، وهو دفاع لا شعوري بالذات البشرية عن نفسها اتجاه غيرها. وكان ولا زال منذ الأزل هو أسلوب الدفاع التلقائي المعتاد لدى الانسان حين يخطئ ليفلت بنفسه وضميره من تأنيب ذاته وتأنيب الغير له على قراراته وتصرفاته، ولكن هل فكرت يوماً في دفاعك هذا .. ما الذي يمكنه أن يفعل بغيرك وهل راحتك هي المهمة؟ فما دمت مرتاحاً فهذا هو الأهم؟ أم ماذا؟ وفكر قليلاً ما الذي يمكن بلومك للغير المريح لضميرك ان يفعل في نفوس من تلومهم على غالب أو كل ما يحدث من حولك من اخطاء تسببوا بها أو لم يتسببوا بها .. ماذا يحدث لهم؟! أعلم أن لوم الغير وتعلم أنت كذلك أنه يريحك قليلاً لأنها راحة مؤقتة لحماية نفسك ولكنها تؤذي كثيراً من تلومهم ممن هم حولك. ولنقل أنك من النوع اللوام للغير على كل شيء يحدث خطأً عكس ما تريده وان

صمت يتحدث بعنفوان المشاعر المكبوتة

صورة
مدينة هادئة، تشرق شمسها وتغرب وهي هادئة لا حياة فيها رغم أن هناك من يسكنها، وصمتها المخيم عليها يجعلها مدينة خاوية على عروشها. وهناك من بعيد أطل عليها بصيص نور قادم في الأفق في تلك المدينة، ويشع أكثر فأكثر كلما اقتربت منه واقترب منها، وما أن تراه وحتى برغم جهلها ماهيته إلا أن تلك المدينة ينفجر وسطها طوفان يغرق كل ما فيها بداخله ليحييه ويعيد له اشراقه وبريقه من جديد. وحينها تعود المدينة إلى أفضل مما كانت عليه في حيويتها السابقة برغم أنها غالباً لا تدرك ما سبب الطوفان وماهيته الحقيقية إلا أنها تدرك أنه جاء ليريحها وليشعرها بتحدي وأمل جديدين في طريقها هي ومن يسكنها، إنه الصمت المخيم في قلبك كإنسان وشعور الفراغ الكامل بحياتك لدرجة أن حتى صمتك الطويل يخيفك ويخاف منك لعدم شعورك بذاتك وما ترغب به، فينفجر الصمت فجأة داخلك بسؤال ساذج جداً تعرف اجابته حين تفكر بمنطقية ولكن حينها قلبك يغلبك فتسأل السؤال الساذج فتقول: هل أنا حقاً أفعل الصحيح؟ هل الوقت كفيل في مساعدتي حقاً فيما أنا فيه؟ وهكذا تدور في دائرة مفرغة لا نهاية لها لأنها فقط ثرثرة لا فائدة منها. وهكذا حين ينفجر الصمت ويفيض داخلك بك

صوت لا روح له يصبح له حياة وروح في قلبك

صورة
صوت حنون يجوب أرجاء مدينة الحنان والابتسامة في أعماقنا، نستمع فيها دائماً للعديد من الأصوات وهي نعمة الله لنا، وهذه المدينة تمنحنا السعادة والألم ومشاعر مختلفة مختلطة تسبح بأرواحنا وتطير بها هنا وهناك وتمنحنا بذلك كنزاً ثميناً، ألا وهو ما نسميه ب"الذكريات". وتمر السنين، فتعود ذات الأصوات لأسماعنا فيقفز القلب لهفة للأصوات وذكرياتها بدواخلنا. وإن الصمت هو صوت الهدوء الذي يحمل في طياته الكثير والعميق مما في أعماقنا ببرودته وحرارته، فيجعل الروح تهفو في خباياه وذكرياته بجميلها وسيئها. ونعمة السمع لأصوات حولنا بحياتنا واكتنازها في داخل ذاكرتنا بكل ما تحمله من مشاعر ومواقف هو ما يجعل للذكريات معنى وطعم لا يمكن وصفه، فمثلاً قد كان هناك صوتاً قد سمعته بالأمس فلم يعني لك شيئاً بالفعل، ولكن بعد فترة من الوقت تستمع له مجدداً فيقشعر جسدك وينبض قلبك وبه تقفز ذكرى هذا الصوت ومعناه لعقلك ويتأثر به قلبك وتشعر عبر سماعك له بكل المشاعر الخاصة بتلك الذكرى التي فس داخلك. وصوت ذكرياتنا الجميلة يعطي لأرواحنا حياةً ومعنىً وجمالاً، وأما صوت السيئة منها فتعطي لنا دروساً قيمةً بحياتنا إن اعتبرنا

متميزة في عالمها وسعادتها هي حريتها

صورة
هناك مدينة في أضاحي بلاد بعيدة تعيش بها طفلة صغيرة مفعمة روحها بالحياة والحب والرغبة بالانطلاق فيهما، فهي طفلة هادئة في صغرها تماماً ومتميزة في دراستها بشكل أدهش معلماتها منها، والكل قال لوالديها بأن طفلتكم طالبة مثالية وطفلة أكبر من عمرها ناضجة وواعية ومحبة للعلم برغم صغر سنها مقارنةً بمن هم في عمرها، وذلك أسعد والديها كثيراً، واستمرت حالة الطفلة في مرحلتها الابتدائية بالتميز في العلم والأنشطة الصفية واللاصفية في المدرسة وخارجها، ومثلت مدرستها في أحيان كثيرة وأعلت بتميزها وتفوقها اسم مدرستها كثيراً بين المدارس في ذلك الحين ورفعت من شأن والديها وجعلتهما فخورين بها دائماً. وكانت الطفلة بمثابة سعادة لكل من حولها من والديها، إخوتها وأخواتها، معلماتها، مديرتها، وحتى جيرانها ومن يعرفونها من قريب ومن بعيد، وكل ذلك بسبب طاقتها المفعمة بالحياة والحب التي تفيض بها تلقائياً وبعفوية على كل من حولها، وبقيت بتميزها حتى تخرجت من الابتدائية لتبدأ رحلتها الجديدة في الإعدادية، وهي مرحلة المراهقة والشقاوة التابعة للطفولة ولكنها بمعيار قوي هذه المرة. وبدأت بالفعل مشوارها في أول يوم بالإعدادية وكل من ي