لوم الغير يريحك قليلا ويؤذي غيرك كثيرا


الانسان كائن يصيب ويخطأ مع نفسه ومع من حوله، وهذه هي طبيعته البشرية التي خلقه الله عليها، فحين تصيب يا انسان تمتدح نفسك وتنسب كل الصواب لك وحدك أمام كل من حولك وأمام نفسك ومعها، والعكس حين تخطئ فإنك تضع سبب الخطأ هو غيرك وأنك بريء منه وأنه حدث بسببهم لا بسببك وهذا ما ندعوه بمصطلح "لوم الغير"، وهو دفاع لا شعوري بالذات البشرية عن نفسها اتجاه غيرها.

وكان ولا زال منذ الأزل هو أسلوب الدفاع التلقائي المعتاد لدى الانسان حين يخطئ ليفلت بنفسه وضميره من تأنيب ذاته وتأنيب الغير له على قراراته وتصرفاته، ولكن هل فكرت يوماً في دفاعك هذا .. ما الذي يمكنه أن يفعل بغيرك وهل راحتك هي المهمة؟ فما دمت مرتاحاً فهذا هو الأهم؟ أم ماذا؟
وفكر قليلاً ما الذي يمكن بلومك للغير المريح لضميرك ان يفعل في نفوس من تلومهم على غالب أو كل ما يحدث من حولك من اخطاء تسببوا بها أو لم يتسببوا بها .. ماذا يحدث لهم؟!
أعلم أن لوم الغير وتعلم أنت كذلك أنه يريحك قليلاً لأنها راحة مؤقتة لحماية نفسك ولكنها تؤذي كثيراً من تلومهم ممن هم حولك.

ولنقل أنك من النوع اللوام للغير على كل شيء يحدث خطأً عكس ما تريده وانك بالفعل آذيت وتؤذي غيرك .. ستقول لي ولنفسك ما الذي علي أن افعله لهؤلاء ولنفسي؟! .. سأقول لك اعتذر لهم بصدق من أعماقك، وتعلم تحمل مسؤولية أخطاءك وما يحدث حولك عكس هواك وقل قدر الله وما شاء فعل سواءً كان الخطأ مقصوداً أو غير مقصود من قبلك أو من قبلهم.

وهذا الأمر -تحمل مسؤولية نفسك وافعالك في حياتك- ليس هيناً ولكنه ممكن بالاعتياد والصبر.
فعش حياتك بكامل مشاعرك الطيبة اتجاه ذاتك وغيرك وتحمل مسؤولية نفسك وحياتك، وعش سعيداً بسعادة وراحة تستحقهما بنفسك وليس على حساب غيرك.

يوم الاثنين
٨:٠٩ مساءً
٢٠١٨/٠٨/٠٦م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توق وشوق لمن يسكن أعماقك رغم كل شيء

تألق وألق يخترق أبعاد الكون