متميزة في عالمها وسعادتها هي حريتها
هناك مدينة في أضاحي بلاد بعيدة تعيش بها طفلة صغيرة مفعمة روحها بالحياة والحب والرغبة بالانطلاق فيهما، فهي طفلة هادئة في صغرها تماماً ومتميزة في دراستها بشكل أدهش معلماتها منها، والكل قال لوالديها بأن طفلتكم طالبة مثالية وطفلة أكبر من عمرها ناضجة وواعية ومحبة للعلم برغم صغر سنها مقارنةً بمن هم في عمرها، وذلك أسعد والديها كثيراً، واستمرت حالة الطفلة في مرحلتها الابتدائية بالتميز في العلم والأنشطة الصفية واللاصفية في المدرسة وخارجها، ومثلت مدرستها في أحيان كثيرة وأعلت بتميزها وتفوقها اسم مدرستها كثيراً بين المدارس في ذلك الحين ورفعت من شأن والديها وجعلتهما فخورين بها دائماً.
وكانت الطفلة بمثابة سعادة لكل من حولها من والديها، إخوتها وأخواتها، معلماتها، مديرتها، وحتى جيرانها ومن يعرفونها من قريب ومن بعيد، وكل ذلك بسبب طاقتها المفعمة بالحياة والحب التي تفيض بها تلقائياً وبعفوية على كل من حولها، وبقيت بتميزها حتى تخرجت من الابتدائية لتبدأ رحلتها الجديدة في الإعدادية، وهي مرحلة المراهقة والشقاوة التابعة للطفولة ولكنها بمعيار قوي هذه المرة.
وبدأت بالفعل مشوارها في أول يوم بالإعدادية وكل من يتعرف عليها يكون سعيداً جداً، وهذا كان يفرحها بشكل كبير وعميق جداً لأنها تحب إسعاد الناس من حولها أيما حب، وكما أنها مختلفة عمن في عمرها وأكبر منهم فقد كانت فترة مراهقتها هادئة كذلك على غير عادة المراهقين ولم تستمتع وقتها بما فيها من تطورات وأحداث ومغامرات.
وانتهت الإعدادية بتميزها المعروف عنها منذ صغرها، وكانت دائماً لا تخرج عن قائمة الأوائل على مستوى مدرستها عامة وعلى مستوى فصلها خاصة.
وتستمر في مشوار تعليمها وحياتها لتكبر بعد تخرجها من الاعدادية، فتدخل بعدها مرحلة جديدة تسمى بمرحلة النضج الحقيقي في المرحلة الثانوية، وكان الجميع حقاً يسعد بها أكثر فأكثر.
وكانت منضمة وقتها في عدة جماعات في المدرسة لتخدم مدرستها وتمثلها بفخر وسمو وترفع من شأن بلادها التي منحتها كل خير، وبالأخص في الثانوية العامة سنة التخرج كانت كثيرة الانشغال بالأنشطة اللاصفية ولا تحضر حصصها لأن معلماتها يجعلونها تصمت لتجعل مجالاً لغيرها ليشارك لأنه من تميزها الفريد كانت تعرف كل الاجابات حرفياً وأيضاً كان لها بصمة خاصة وقيمة مضافة في كل إجابة من إجاباتها وما تفعله داخل الصف أو خارجه، فكانت تقضي غالب وقتها في المكتبة والقيادة وغيرها.
وكانت تشارك في المسابقات المدرسية فتفوز بها، وهذا لم يمنعها من أخذ أفضل نسبة من بين أقرانها في سنة تخرجها من الثانوية.
وكانت طوال مراحلها الدراسية مذ كانت طفلةً ثم مراهقةً ثم شابةً تحصل على لقب الطالبة المثالية على مستوى صفها في كل مراحلها الدراسية بل إنها كانت الطالبة المثالية على مستوى مدرستها بمرحلة الثانوية العامة سنة تخرجها، وتم تكريمها على تفوقها ومثاليتها بمناسبات عدة.
وكان والديها شديديّ الفخر بها وسعداء بتميزها في العلم والعمل كلاهما والكل تمنى لها الخير، ومن ثم بدأت مرحلة جديدة من حياتها بعد سنة التخرج، وهي مرحلة مهمة بل الأهم لأي شخص يصلها لأنها مرحلة الاعتماد الكامل على الذات للتميز والابداع، وهي مرحلتها الجامعية.
وبدأت دراستها في الجامعة لاستكمال مرحلة النضج الكامل كما أنها شابة ذكية وعاقلة، وقد واجهت صعوبات في الاعتماد على ذاتها وواجهت صعوبات بعبورها وتجاوزها إلا أنها مع هذا كله تجاوزتها واستمتع برحلتها وتحدياتها وكانت قدوة لغيرها دائماً، وهكذا وصلت بعد تجارب عصيبة، ممتعة، حزينة، لطيفة، ومشاعر مختلطة لا توصف، وكانت كلها سبب اللذة في هذه المرحلة إلى فترة تقديم مشروع تخرجها، وهي برزت بتميزها المعتاد، وأرادت أن تتخرج وتكمل الدراسات العليا كما تأمل هي ووالديها ومن يظن بها كل خير ليكون لها مستقبلٌ باهر، وذلك تحقيقاً لحلم حياتها.
وحين وصلت الفتاة الشابة هذه المرحلة كانت سعيدة جداً بتغيرها للأفضل دائماً برغم كل ما واجهها، وبما وصلت إليه وهي على وجه التخرج أصبحت قائدة لنفسها متميزة بشكل يبهرها ويدهش الجميع من حولها.
وما دمت مع ربك ولا تقنط من رحمته فستصل بإذنه تعالى
تم تحريرها
٢٠١٨/٠١/١٥م
وتم تعديلها
٢٠٢٤/٠٣/٠٤م
تعليقات
إرسال تعليق