من يريدون عصر جديد ويعملون لأجله
تمهيد
أول مرة أحاول الكتابة بطريقة مختلفة بشأن النهضة والعصر الجديد الذي ينشده أي مجتمع بأفراده.
وأرجو أن تصلكم رسالتي جيداً لكم
الانسان بطبعه كائن متغير يومياً جسدياً،شعورياً، وفكرياً، ويسعى دائماً للتغير نحو الأفضل، وهو ما يميزه عن باقي كائنات هذا الكون الفسيح.
وقد عمل الإنسان منذ القدم لتطوير نفسه ومعيشته للأفضل فعمل صياداً، زارعاً، راعياً وغيره من الأعمال البسيطة المتخصصة بالزراعة والرعي، ومن ثم تطور عمل الإنسان ليصبح عمله منصب أكثر على الأعمال الحرفية كالنجارة، السباكة، والحدادة إلى جانب الأعمال التي اعتادها، لنصل للعمل في عصرنا الحالي.
وحينما تطور العالم البسيط ليتعقد أكثر بمؤسسات للعمل ومؤسسات للتعلم وغيرها من مؤسسات أي مجتمع، فإنه أصبح العثور على عمل صعب حتى وإن كنت متعلماً إلا في بعض المجتمعات المختلفة والمميزة بنسق واضح يضع كل فرد من أفراده في مكانه المناسب ليشغله ويعمل فيه بإبداع ودقة وإتقان كما يجب لينتج مجتمعاً متطوراً مبدعاً.
وإن مجتمعاتنا تمر في مرحلة جد مأساوية ومزعجة بشأن العمل والتطور فيها، فنحن كأفراد لا نوجد في مكاننا المناسب لنا إلا ما ندر وهذا ما يجعل كل شيء من حولنا في فوضى عملية علمية وفكرية، وأعني بذلك أن الفرد حينما لا يوجد في مكان عمل يناسبه، ولا يدرس تخصص يناسبه له شغف تجاهه فهو بلا أي فائدة حقيقية إلا في تضييع الوقت والجهد والانتاج يقل ويؤدي عمله بدافع الانتهاء منه والارتياح منه، وليس بدافع الحب للانجاز تجاهه من أجل نفسه ومجتمعه وتطوره.
وفي مثل مجتمعاتنا هذه فإنه من الطبيعي جداً أن يثور أفراده الواعين بهذا الداء الفكري والنفسي بداخلنا ويعترفون به ضد من يجعلهم يسقطون أكثر للقاع أو يجبرونهم على البقاء في مكانهم بلا حراك، وما يميز الانسان هو مبادئه أخلاقه وقيمه، وهذا واضح في بعض المجتمعات التي تثور باحترام وأدب ضد حكومتها وجيشها لتدخل عصرها الجديد.
وإن هذا جد طبيعي بالنسبة للإنسان الحقيقي أن يسعى للتغير والتطور بشكل صحيح، ويطمح لما هو مثالي وقريب منه على الأقل.
وما يميز المجتمعات الأخرى أنها تحترم انسانيتها وعقلها هي وأفرادها، وتتيح لهم الفرص لإثبات أنفسهم في هذا الوجود، وهذا أعظم ما يقدمه قادة تلك المجتمعات لأناسهم والإنسان لنفسه وأعني بذلك أن كرامة الإنسان الوجودية معززة هناك، فكل أمر تحبه في هذا الكون ويشدك له فإن سرّه هو الشغف العارم لتحقيق حلم ما، وهو من حق كل إنسان في أي مجتمع، فالبداية هي بمنح الإنسان إنسانيته بحرية وكرامته الوجودية بوجود حقوقه كاملة بالعيش والاختيار والتساؤل حول نفسه وعالمه من دون احتكاره، وهذا ما يفتح الأفق لأي مجتمع قيمي مُفكر لدخول عصر جديد بشجاعة استثنائية في الفكر قبل كل شيء.
تم تحريره بتاريخ ٢٠١٩/٠٨/٠٤م
يوم الأحد
بقلم الكاتبة
ريم القحطاني
فِكرْ
تعليقات
إرسال تعليق