نعمتان عظيمتان لا ندركها من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى

قلب نابض بالحياة وجسد تتحرك به نعمتان لا تقدران بثمن الكون كله، وهما نعمتان من نعم لا تعد ولا تحصى أنعم الله بها عليك من حيث لا تحتسب سبحانه، فهل شكرته وحمدته عليها ولو لمرة واحدة في كل يوم ينبض به قلبك ويتحرك فيه جسدك بإرادتك؟ 

ومنذ فترة قريبة قرأت قصة شخص عاش حياته طريح الفراش لعقود منذ طفولته ومراهقته حتى شبابه وتوفي وحيداً بصحبة أهله أعانهم الله، ولم يكن له نصيباً من نعم الحياة البسيطة التي نحن فيها بأجسادنا السليمة المعافاة من مثل المشي والحركة هنا وهناك بتحكم منك بجسدك، ومن الأصدقاء والتعلم والمدرسة والجامعة والعمل هنا وهناك وقيادة السيارة والسفر وغيرها الكثير فلم يكن أمامه وحوله سوى غرفة باردة فيها سريره واحتياجاته الأساسية وأدويته والأجهزة الطبية بصحبة أهله فقط. 

فلمَ لا ندعو الله بأن يرحمه أولاً ويرزقه جنة عرضها السموات والأرض؟ ولندعوه سبحانه أن يحفظ نعمه علينا التي لا تعد ولا تحصى وألا يجعلها نقمة علينا، ولنحمده ونشكره سبحانه وتعالى ونكثر من ذلك قدر ما نستطيع ولو مرة واحدة في اليوم المزحوم بأمور الدنيا التي لا تنتهي والتي تليهنا عن ربنا وخالقنا سامحنا الله، لكن المهم بل الأهم هو أن نعود دائماً لربنا بصدق وخشية ورغبة بالقرب منه ليكون أقرب منا من حبل الوريد، ونبقى نلهج بالحمد والشكر له سبحانه.

ولا ننسى أن لكل منا قلباً نابضاً بالحياة بأمر منه سبحانه، ولكل منا أيضاً جسداً تحت تصرفنا كما نشاء بأمر منه سبحانه، وبإمكانه سبحانه وتعالى بأمر منه كن فيكون، أن تفقد ما أنعم الله به عليك من نعم لجحدك بها ويأسك ونسيان حمدك وشكرك له عليها مذ ولدت وحتى تموت بعد عمر طويل في ظلال الرحمن وطاعته.

وأذكركم ونفسي بأن الله يحبنا ويحب الخير لنا أكثر من أنفسنا لأنفسنا لذلك مهما أصابك من خير أو شر في الحياة فهو خير في خير من الله وقدر منه سبحانه، فلنرضى به ولنبذل الأسباب لنعيش كما أمرنا الله حامدين شاكرين عاملين لدنيانا وأخرانا للفوز بهما بإذنه، فكل أمر المؤمن خير دائماً وأبداً. 

فلنشكره ولنحمده دائماً سبحانه، فهو يشتاق لنا سبحانه فلنتحدث معه بأي شكل من الكلام بيننا وبينه ولنستمتع بالحديث معه سبحانه بيننا وبين أنفسنا ونخبره أخبارنا ونسأله ما نريد ثم نثق برزقه العظيم في الوقت الصحيح والمكان الصحيح ولا نيأس أبداً من رحمته سبحانه.


تم تحريره يوم الأحد بتاريخ ٢٠٢٤/٠٢/١٨م،
بقلم ريم القحطاني، فِكْرْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توق وشوق لمن يسكن أعماقك رغم كل شيء

تألق وألق يخترق أبعاد الكون