الحب والولاء الصادقين عنوان للعمل الحقيقي


كلنا نحب أناساً معينين ونكره آخرين، والأرواح جنودٌ مجندة، وكل روح بما امتلكت من مشاعر وأفكار تترجم نفسها بسلوك صاحبها في واقعه، ولذلك مشاعرنا وأفكارنا هي من تشكل واقعنا بغض النظر عن حقيقة الواقع نفسه بعيداً عن أي تأثيرات بمشاعرنا وأفكارنا حول ما ومن حولنا.

ونقول بأننا نحب هذا الأمر وهذا الشخص، ولا شعورياً نجدنا نقلدهم بسلوكياتهم التي تميزهم وقد نقتدي بأشخاص مميزين بحياتنا وهذا جميل فعلاً، واليوم أود السؤال عن أمر وهو إن كنا نحب قائدنا قائد بلدنا أميراً كان أم ملكاً، فكيف نترجم حبنا وولاءنا لهذا القائد؟!

قد يسألنا أحدهم يقول: "وما شأني أنا؟! ولماذا يهمني التفكير بالأمر وإزعاج نفسي؟!" يمكننا الرد عليه بأننا لا نجبره بأن يترجم حبه الصادق وولاءه لولي أمره وقائد بلاده، بل على الأقل عليه ألا يبخسهم حقهم ويعترف بفضلهم.

وأما من يحبون أن يترجمون هذا الحب والولاء على أرض الواقع بسلوكياتهم، فعليهم التفكير بجدية فيما يفعله الفرد منا في يومه الواحد مذ يستيقظ صباحاً حتى يضع رأسه على وسادته مساءً للنوم، كم ينجز؟ كم يعمل؟ وكيف ينجز ويعمل؟ وهل ما ينجزه ويفعله يعتبر عملا مفيدا أو ضارا أو لا فائدة ولا ضرر له لكنه إضاعة للوقت؟ وهل أتقن العمل أو أهمله؟ حينها ستتفتح بصيرتك على نفسك وما تفعله في اليوم الواحد وما الذي تقضي فيه وقتك يومياً، وهل أنت فعلاً تعمل في وقت عملك كما ينبغي بإتقان وخلال وقت العمل تستثمر أقصى جهدك وطاقتك للانجاز؟ هل يحضر في ذهنك أن ما تفعله في مكان عملك أو حتى في مكان علمك وتعلمك بكل مراحلك أنك تفعل هذا بالدرجة الأولى طاعة لربك ثم نهضة لوطنك، وهذا كله يعتبر ترجمة لحبك الحقيقي لبلادك وقائدها وبالدرجة الثانية للعائد المالي والثقافي والتعليمي المكتسب، أو أنت لا تفكر إلا في نفسك وحياتك وما تكسبه من مكاسب مادية ومعنوية تخصك أنت وحدك فقط؟

ما أود إيصاله من كلماتي لي ولكم هو أن ما يجعل مشاعرنا قيّمة حقاً ومهمة جداً هو حين نترجمها بسلوكيات إيجابية لنا ولغيرنا، ومن يحب ويوالي شخصاً فإنه سيفعل كل ما يستطيع ليساعد هذا الشخص، ولا يوجد ما هو أجمل وأثمن من الحب والولاء الوطني المترجم بالقيم الإنسانية العميقة من مثل المناظير الثمانية التي تحدث عنها الدكتور جاسم السلطان كمثال، والمهم بل الأهم أن ننتبه لتنظيم مشاعرنا وأفكارنا وسلوكياتنا بشكل إيجابي قدر الممكن ولا بأس بالسقوط مرات عديدة لكن عليك أن تنهض من جديد بقوة وتتعلم من أخطاءك وتحدياتك وتفخر بنفسك وبقوتك، وإن لم تستطع النهوض بنفسك فاطلب مساعدة المختص النفسي إن أردت، فطلب المساعدة قوة لنفسك وعدم طلبها ضعف وهوان لها وعدم طاعة لربك بحفظ نفسك وروحك التي وهبك إياها لترعاها بكل خير.


تم تحريره يوم الأحد بتاريخ 2024/01/07،
وتم تعديله يوم الجمعة بتاريخ 2024/07/12،
بقلم ريم القحطاني، فِكْرْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توق وشوق لمن يسكن أعماقك رغم كل شيء

تألق وألق يخترق أبعاد الكون