نجم والملاك الصغير

نجم، طفل صغير وجد نفسه فجأة في هذا العالم يمشي ذهابا وإيابا يجوب أرجاء العالم في كوكبه الأرض. رأى وشعر وفعل كل شيء ممتع وجميل يمكن أن يراه ويشعر به ويفعله أي إنسان في الكون.

فحلُم نجم أن يرى بقية العوالم والكواكب غير عالمه وكوكبه، ولكنه لم يعرف كيف يسافر لها ليراها ليستمتع بها وبالجمال فيها.

ونام نجم ذات ليلة نوماً عميقاً بعد تفكيره المطول في رغبته بالسفر لعوالم وكواكب مختلفة عن موطنه. استيقظ في حلمه ليجد ملاكاً صغيراً اسمه غيمة على شكل سحابة بيضاء صغيرة.

ودهش نجم بما رآه وذهب نحوه ليسأله عن اسمه، وحين عرفه ابتسم ابتسامة باهتة، فسأله غيمة: "ماذا بك يا نجم؟"، "لما ملامحك حزينة يا صديقي؟"، "أولست سعيداً بمقابلتنا لبعضنا البعض؟". ظل نجم محدقاً بصمت لوهلة في وجه غيمة وهو فعل المثل، ثم قال بصوت خافت: "أنا حزين!"، "لماذا يا نجم ولديك عالم مذهل بعمقه وجماله وبساطته وبنفسك المرهفة فيه؟" سأله غيمة. رد عليه: " أنا الآن لا أجد نفسي في أي مكان رغم معرفتي بعالمي كله"، "بماذا ترغب وتحلم يا نجم؟" قال غيمة. "أريد السفر لعالم وكوكب جديد واحداً تلو الآخر في هذا الكون الواسع، ولكنني لا أعرف كيف" ردّ عليه نجم وهو حزين خائب.

فقال له غيمة: "أتعرف يا صديقي نجم لما أنا هنا؟". نجم يحدق بصمت ينتظر تكلمة كلام غيمة. "أنا هنا لأني أنا أنت وأنت أنا، أوجدني الله فيك وأنت وجدتني ولذا سأسأعدك فيما تريد وكما تحب". لم يصدق نجم ما قاله له صديقه فقفز فرحا مسروراً هنا وهناك، ضاحكاً بشوش الوجه متهللاً بإيجابية وعفوية.

فيا ترى ماذا حدث لنجم؟ وما الذي أراده؟ وما حقيقة صديقه؟ أطلق العنان لخيالك وستجد إجابتك الخاصة بك.

كلٌ منا نجمٌ في حياته الخاصة بإنجازاته وقدراته وأحلامه وخياله الذي يتمثله واقعاً ما دام ممكناً. فأين أنت الآن؟


تم تحريره بتاريخ ٢٠٢١/٠٤/٢١م في رمضان

بقلم ريم القحطاني، فِكْرْ


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توق وشوق لمن يسكن أعماقك رغم كل شيء

تألق وألق يخترق أبعاد الكون