الهروب من الواقع معضلة البشرية حلّه الانهيار
إن حياتنا كبشر مليئة بلقاءات مع أناس كثر من كل حدب وصوب وعلى سبيل المثال لا الحصر حين نكون في المدرسة، الجامعة، العمل، البيت،،، إلخ. وهؤلاء الناس وأنا وأنت معهم نتعامل مع بعضنا البعض في واقع يختلف سياقه من مكان لآخر ومن زمان لآخر كذلك، وما يميزنا عن سائر خلق الله هو عقلنا الذي وهبنا إياه الوهاب سبحانه لنُعمله كما أمرنا بكل حق وصدق وكل قيمة طيبة، ولكن الإنسان مخلوق ضعيف جسدياً ونفسياً مذ يولد ويخرج للحياة حتى مماته، والذي يقويه مع الوقت هو معيته مع الله والأخذ بالأسباب.
ومع كل يوم جديد، يواجه الإنسان تحديات وصعوبات في حياته، فيحاول تجاوزها قدر استطاعته بإعمال عقله وأخذه بالأسباب بعد توكله على الله. حينها تبدأ المرحلة التالية وهي اختيار نفسي بين المواجهة والهروب في وجه أي موقف يشكل تحدياً وصعوبةً أمام هذا الإنسان، وبذلك يكون قراره هو الأساس إما بمواجهة هذا الواقع والتعامل معه بإيجابية أو الهروب من هذه المواجهة حتى يصل للانهيار على كل الأصعدة أي نفسياً، جسدياً، اجتماعياً، أكاديمياً، مهنياً، وغيرها. حين تتراكم مواقف هروبه من الواقع في داخله يصل لمرحلة يحتاج فيها قشة واحدة تقصم ظهر البعير لينفجر مع نفسه وغيره في كل مكان وأي مكان، ويفرض الواقع نفسه سواءً رضي به هذا الإنسان أم لم يرضى، فقوة الواقع أمر بديهي واللجوء للهروب في الخيال وتجاهل ما أمامه لن يحل شيئاً، وحين يفرض الواقع نفسه وينهار هذا الإنسان حينها تنتهي المعضلة رغماً عنه.
وبالتالي فإن علينا مواجهة الواقع لا الهروب منه، فالهروب يؤلم الإنسان نفسه ويؤلم من حوله ممن يتعاملون معه في العمل والمدرسة والجامعة والبيت وغيرها. فكن قوياً بنفسك وواجه الواقع وعش كما يقال في علم النفس في العلاج المعرفي السلوكي CBT "هنا والآن، Here and Now"، وإن لم تستطع مواجهة الواقع فاطلب المساعدة من أهل الاختصاص بالجانب النفسي فالله أمرك بحفظ نفسك وحمايتها والعيش بها على هذه البسيطة، وسيحاسبنا الله على ما فعلناه لأنفسنا وفي أنفسنا خيراً كان أو شراً.
تم تحريرها يوم الاثنين بتاريخ ٢٠٢٣/٠٩/١١،
بقلم ريم القحطاني، فِكْرْ
تعليقات
إرسال تعليق