نحو أفق واسع لا حدود له بصحبتك معلمنا

المعلم، وما أدراك برسول العلم والمعرفة ومن بجلهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومن قال الله سبحانه عنه في بيانه العبق: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: 28). وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عِظم أهمية المعلم بداية بعلمه لبيانه العبق العظيم ثم سنة حبيبه صلى الله عليه وسلم، ومن ثم كل العلوم والمعرفة وسبلها من كل ما حولنا ومن حولنا.

والمعلم عالمٌ أُفُقهُ يتسع أكثر فأكثر بتفاعله مع كل العوالم من حوله ليفيد ويستفيد، وهو مثالٌ لتقبل كل الاختلاف بشتى أنواعه وأشكاله، والمعلم الحقّ هو من يعطي ويعطي بلا توقف ولا مقابل سوى أنه يعلمهم ما يعلمه ليتمكنوا من العلم الحقيقي نظريا وتطبيقيا، وهو من يؤمن بقدرات طلبته بكل مستوياتهم ولديه يقين لا ينضب فيهم وبأنهم يمكن أن يكونوا أفضل نسخة من أنفسهم وأن يتطوروا أكثر مع الجد والاجتهاد منه ومن قبلهم بتعاون متبادل يسمح لطالب العلم أن يجد نفسه وشغفه.

ولابد أن في حياة كلٍ منا ولو معلما واحدا أثر بحياته وغيره للأفضل ووصل به لأقصى إمكاناته، وأظهر ما لديك مما لم تتوقعه ولم تتخيله في نفسك، وإن تذكرت هذا المعلم الخاص الآن فهذا يعني أنه محفور في ذكرياتك الثمينة في حياتك وتسعدك، وإن كان هذا المعلم حيا يرزق فاسأل عنه، وأرسل له رسالة شكر صادقة ولو بعبارة واحدة وهي "شكرا لأنك معلمي" و "شكرا لأنك معلمتي"، واحمد الله عليهم، وإن كانوا في رحمة الله فاسأل الله أن يرحمهم ويسكنهم جنات الفردوس في عليين فهم يستحقون ذلك وأكثر. آمين يا رب لكل دعوة طيبة لهم من قريب ومن بعيد، ولكم أن تتصدقوا عنهم أحياؤهم وأمواتهم رحمهم الله جميعا.

ونقول لمعلمينا، شكرا لكم لأنكم معلمونا وشكرا لله أن رزقنا بكم لتفتحوا لنا أفقا واسعا لمستقبل يليق بنا وبكم يا من علمتمونا كل خير وربيتمونا على الخير والسعادة لنا ولغيرنا.



ملاحظة مهمة لكم،
كتبتُ هذه الكلمات بمناسبة اليوم العالمي للمعلم لعام 2024 المُوافق يوم 5 اكتوبر، والدعاء لهم وشكرهم دائم ومستمر فهم لا يتوقفون عن العطاء يوميا وبكل لحظة، فشكرا لكم بحق فأنتم نعم المعلم ونعم الإنسان، ولنتذكر أن الشكر ليس بالقول بل بالفعل أيضا.


تم تحريره يوم الاثنين بتاريخ 2024/10/01،
بقلم ريم القحطاني، فِكْرْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توق وشوق لمن يسكن أعماقك رغم كل شيء

تألق وألق يخترق أبعاد الكون