المشاركات

إطلالة ذكرى تساوي الكون كله وما فيه

صورة
الحياة عجيبة بحق بكل ما فيها من فرح وحزن ومختلف المشاعر، وكم هي مذهلة نعمة المشاعر التي وهبنا إياها الله وأكرمنا بها كلها ووهبنا عقلا لتحكيمها لئلا تنجرف بنا للسوء بإرتفاعها الجنوني للسماء أو إنخفاضها الشديد للقاع السحيق، فديننا وسط وحياة المرء يفترض بها أن تكون وسطا لنا كمسلمين اقتداءً بديننا الراقي الوسط وكعالمين خلقنا الله في هذا الكون الوسط المتوازن بكل ما فيه. وكم محطة مذ ولدت ليومك هذا قد مررت بها؟! لا تعد ولا تحصى، أليس كذلك؟! لكن يطرأ بذهنك بين وقت لآخر ذكريات محددة بنوعيها الإيجابي منها والسلبي، ولذلك بدايةً عليك أن تكون فطنا وذكيا في مخاطبة مشاعرك التي تذكرك بالسلبي منها وتقول لها: "وماذا بعد؟"، "ما الذي تريدينه مني؟!"، "أجئتِ يا مشاعري لتعذبيني بلا فائدة؟"، "لا فائدة منك فاذهبي واتركيني في واقعي اليوم الآن"، ولن يكون الأمر سهلا بل صعبا ولكنه ليس مستحيلا فأنت قوي بربك وبنفسك وبروحك، ومشاعرك وأفكارك ليست أنت حقا فاطمئن وتعامل بحكمة معها ويوما وراء يوم تتعامل فيها بقوة وشجاعة مع المشاعر السلبية بما معها من أفكار سلبية لتعمل حا...

ذكريات لا تُنسى بل تُصان

صورة
من أعظم ما رزقنا الله به من نعمه سبحانه نعمة "الذاكرة"، وهذه الذاكرة هي أساس الإنسان ووجوده في الحياة وبقائه على قيد الحياة، وما أدراك ما الذاكرة وما يتعلق بها؟  وقد تكون ممن لم ينتبه لهذه النعمة العظيمة ألا وهي نعمة الذاكرة، وهل تعلم ما الذي يشكل هويتك وشخصيتك وذاتك ومعانيها سوى ذاكرتك - النعمة التي مُنحت لك حقا من حقوقك كإنسان من رب الإنسانية سبحانه - التي تميز وتحفظ كل ما تراه وتشعر به بحواسك الجارحة كلها من نظرٍ وشمٍّ وتذوقٍ ولمسٍ وسمعٍ؟! ولا تنس أنك محاسب عليها. وتبدأ هذه الذاكرة بصحبتك منذ ولادتك حتى مماتك، ومؤكد أنك سمعت بأنه قبل وفاة الإنسان يمر به شريط حياته بكامل ذكرياته والله أعلم بحقيقة هذه الحقيقة، والأهم من ذلك هو أن هذه الذكريات بمختلف أنواعها هي التي تشكلك وتشكل هويتك وشخصيتك وذاتك بالشكل الذي أصبحت عليه اليوم في هذه اللحظة، ولابد أن تصون ذكرياتك الثمينة هذه وتحفظها بداخلك وتتخلص من آثار الذكريات السلبية لئلا تقيد حياتك وتكون سبب تعاستك، فالله خلقك لتكون سعيدا لا تعيسا. وفي حياة كل إنسانٍ منا أسرار وأسرار ومحطات عديدة ومختلفة نتوقف عند بعضها طويلا ...

نبضة روح ملكت جمال الأكوان وشذاها بالله

صورة
الأرواح أمرها عجيب وخارق للعادة بحق، فالشعور بروحك تنبض داخلك شعور قد يكون لحظي في البداية لكنه أعظم وأجمل من قلبك الذي ينبض بين جنبيك. فالشعور بنبضة واحدة في روحك أمر نادر جدا لمن اعتاد الخوض في أمور الحياة والدنيا ونسي أو تغافل عن الآخرة ورب العالمين والقرب منه بصدق وحب. ألا تريد أن تشعر بأعظم وأدفأ شعور على الإطلاق؟! أثق بأن كل إنسان يعشق المشاعر التي تشعره بأنه يتنفس الصعداء بحق بأريحية وطمأنينة وكأنه طير حر في السماء، ولذلك اسأل الله طمأنينة الروح ونبضها النادر، وابدأ بذلك بالعمل الحقيقي الصادق وليس فقط بالتمني، فالخطوة الأولى لنبض هذه الروح الساحرة براحة وروعة هي القرب من الله بطاعته بصدق بتكليفات العباد من صلاة وصوم وزكاة وغيرها، وكذلك درب العلم والعمل جزء من العبادة وإتقان العمل بكل أنواعه عمل صالح تتقرب به من الله. وعليك أن تتأنى بذكرك لله بعد الفرائض وفي كل الأوقات ولا تذكره وتدعوه وكأن طائرة أو صاروخ خلفك بسرعة، بل بتأنٍ اذكره واشعر بمعنى الذكر - أي تدبر وابحث عن معناه - وابحث عن المعنى عبر الانترنت إن أردت، وحاول مرة واثنتين وأكثر أن يكون ذكرك مؤثرا في قلبك ويخر...

أنا على العهد وسأبقى لآخر يوم في حياتي وبعد مماتي

صورة
«الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف»، ويقصد حبيبنا صلى الله عليه وسلم بذلك هو أن العلاقات بين الناس قد تكون مبنية على نوع من التجاذب الروحي أو النفسي الذي يحدث بشكل فطري. ويمر علينا يوما بعد يوم كثير من البشر المختلفين مذ ولدنا في هذا العالم والكون حتى مماتنا، في البيئة المنزلية ثم الجيران ثم المدرسة ثم الجامعة ثم العمل وغيرها من الأماكن والأزمنة التي تكون فيها خلال فترات حياتك، وفي طريق رحلتك الطويلة تجد أناسا فريدين من نوعهم بالنسبة لك وتهفو روحك ونفسك لهم وتشعر بأنك تعرفهم منذ قرن من الزمان وليس منذ مدة ما خلال حياتك، وتكون حياتك مثيرة وممتعة بصحبة هذا النوع من البشر. وما أجمل أن يمر بحياتك ولو شخص واحد يذكرك بربك ويشعرك بالحياة بتقوية روحك وعلاقتك بربك بشكل جميل ولطيف ودافئ ويلامس قلبك بكلماته لك!!! إن كان لديك شخص كهذا فهنيئا لك فقد رزقك الله بنعمة عظيمة لا تقدر بثمن كنوز الكون كله، فتمسك به ولا تخسره فهذا النوع من الناس نادر جدا. ويكفيك شرفا أن حبيبنا الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم ال...

نحو أفق واسع لا حدود له بصحبتك معلمنا

المعلم، وما أدراك برسول العلم والمعرفة ومن بجلهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومن قال الله سبحانه عنه في بيانه العبق: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: 28). وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عِظم أهمية المعلم بداية بعلمه لبيانه العبق العظيم ثم سنة حبيبه صلى الله عليه وسلم، ومن ثم كل العلوم والمعرفة وسبلها من كل ما حولنا ومن حولنا. والمعلم عالمٌ أُفُقهُ يتسع أكثر فأكثر بتفاعله مع كل العوالم من حوله ليفيد ويستفيد، وهو مثالٌ لتقبل كل الاختلاف بشتى أنواعه وأشكاله، والمعلم الحقّ هو من يعطي ويعطي بلا توقف ولا مقابل سوى أنه يعلمهم ما يعلمه ليتمكنوا من العلم الحقيقي نظريا وتطبيقيا، وهو من يؤمن بقدرات طلبته بكل مستوياتهم ولديه يقين لا ينضب فيهم وبأنهم يمكن أن يكونوا أفضل نسخة من أنفسهم وأن يتطوروا أكثر مع الجد والاجتهاد منه ومن قبلهم بتعاون متبادل يسمح لطالب العلم أن يجد نفسه وشغفه. ولابد أن في حياة كلٍ منا ولو معلما واحدا أثر بحياته وغيره للأفضل ووصل به لأقصى إمكاناته، وأظهر ما لديك مما لم تتوقعه ولم تتخيله في نفسك، وإن تذكرت هذا المعلم الخاص الآن فهذا يعني أنه...