دفء عابر يجتاحك بلا سابق إنذار 

أنت! نعم، أنت أيها الإنسان، هل أحسست يوماً بلحظات عابرة في حياتك بدفء عابر للحظات في أماكن متفرقة لا تجمعها صلة ما سوى الصدفة العابرة بمشاعر عابرة؟ 

وهو دفء يجتاحك حين تَشْتَمُّ رائحة ما فجأة تأخذك بقوة جارفة لذكرى مدفونة في أعماقك قد لا يمكنك تمييزها، ولكنك تعلم يقيناً بأنك قد شعرت بمثل هذا الشعور في أعماقك منذ فترة طويلة، وربما لا تتذكر متى لكنك متيقن من كونها ذكرى بشعور حقيقي وليس ديجافو¹، وهذه الذكرى ثمينة جداً وغالية لدرجة أنها حُفرت على جدار فؤادك في العمق. 

والذكرى مألوفة؛ قد تأتيك بباب تعبر منه رائحة، أو نافذة ترى بها صورة، أو فكرة تطرأ ببالك، فتحب الذكرى الدافئة التي تؤنسك وتفتقدها وتتوجد بسببها وتصبو إليها. 

أولست تتألم بسببها بين وقت لآخر سواءً ميزت هذه الذكرى وهذا الشعور أو لم تميزهما؟ ماذا تفعل بها حين تُحرق جوفك بشوق وتوق لا حد لهما؟ كيف تميز مشاعرك حينها؟ وكيف تتصرف معها؟ 

هي مشاعرك أنت وأفكارك وسلوكك وحدك، فتعامل معها بإيجابية قدر المستطاع، فواجبك الأعظم تجاه نفسك هو حمايتها والمحافظة على استقرارها مهما واجهت بحياتك من تحديات وعثرات، أو مرّ بك دفء عابر يغمرك كلك ليغرقك فيه، فالله تعالى أمرنا بحماية أرواحنا وحياتنا التي وهبها لنا من عنده سبحانه. 

ولا بأس بالشعور بذكرياتك الثمينة ولو صدفةً ولحظات عابرة لكن لا تدعها تُفسد حياتك وأيامك بل اجعلها قوة دافعة لك للتقدم والتطور والازدهار، فأنت تستحق الأفضل والاحترام من نفسك لنفسك، قبل أن تستحق الأفضل والاحترام من غيرك تجاهك.


¹ ديجافو: تشعر ويخيل لك وكأنك سبق ورأيت هذا الأمر.

تم تحريره بتاريخ ٢٠٢١/١١/٠٣م يوم الأربعاء، 

بقلم ريم القحطاني، فِكْرْ


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توق وشوق لمن يسكن أعماقك رغم كل شيء

تألق وألق يخترق أبعاد الكون