نظام مزعج لكنه ينقذ العالم والكون
خلق الله الكون بنظم عجيبة تتمثل في المجموعة الشمسية ومجرتنا - درب التبانة - وعجائبها، والمجرات في الكون الفسيح منظمة بشكل جميل أخاذ، فنرى في عالمنا وكوننا من حولنا طبيعةٌ تتمثل ببحار وسماء وصحارى وجبال وبراكين وبساتين وغيرها مما خلقه من جمال سبحانه.
والإنسان في هذا الكون أكثر مخلوق معقد ومنظم في ذات الوقت بخلق له سبحانه، فالإنسان له شخصية مختلفة عن غيره من الناس من حوله، ومع ذلك فإن الإنسان نوعين من النظم؛ الأول إنسان منظم والآخر غير منظم وفوضوي؛ فالأول إنسان يرى الكون والحياة بشكل نظامي ومرتب ومريح ينجز فيه، ولكن الآخر يرى النظام أمر مزعج له ولا يتحمله ويحب الكسل والفوضى لأنها أريح له بلا مسؤوليات أو واجبات، ويظل يعيش في مراحل حياته بشكل فوضوي وفي حالة كسل كلي ولا يطيق النظام حتى وإن ارتاحت نفسه للنظام الذي قد يراه بأي مكان من حوله لكنه لا يريده.
والأول بشر حاله حال الآخر يحب الراحة والكسل بالطبيعة البشرية ولكنه يعلم بأن النظام هو الأمر الصحيح ليحب ذاته وينجز في حياته ويعيش بشكل صحيح ليعمر الأرض كما أراد الله منه ذلك ليعبده سبحانه، والبشر بالغالب لا يحبون النظام لأنه يلزمهم بواجباتهم الحياتية تجاه أنفسهم وغيرهم لينجزوا ويتقدموا.
وصحيح أن النظام قد يكون مزعجاً لغالب البشر في العالم الذي نعيش فيه ولكنهم يدركون أن ما ينقذهم في حياتهم الخاصة وينقذ عالمهم هو هذا النظام الذي خلقه الله لهم، وهذا أحد الإشكاليات التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية وهي الفوضى المتخلفة والكسولة في مجالات الحياة، مثل التعليم، العمل، الفكر، التفكير، التعلم ... الخ.
ولذلك إن أردنا بجدية أن ننقذ أنفسنا وعالمنا وكوننا، فإن علينا أن نضع لكل شيء في حياتنا نظماً مرتبة ترتب واقع حياتنا وتساعدنا لننهض بنا كأفراد ثم كمجتمعات بمبادئ وقيما حقيقية مطبقة بالواقع، وبذلك يمكننا أن نحلم بواقع أن تقف أمتنا بقوتها من جديد على أقدامها.
تم تحريرها يوم الجمعة بتاريخ 2017/10/27،
تم تحريرها يوم الجمعة بتاريخ 2017/10/27،
وتم تعديلها يوم الأربعاء بتاريخ 2024/07/31،
بقلم ريم القحطاني، فِكْرْ
تعليقات
إرسال تعليق