واقع بلا خيال ... خيال بلا واقع
إن كنت ترى أن الخيال عالم جميل فإنني أقول لك بأنه عالم جميل، ولكنه عالم وهمي لا يعرفك ولا يشاركك فيه أحد.
الخيال بالواقع جميل ورائع جداً وملهم إن أتينا به لمساعدتنا في واقعنا، ولكن إن كان الخيال هو كل عالمك فأنت في وهم يزول بلحظات، والخيال ليس سوى وسيلة للتمتع بواقعنا، وبكل أريحية أقول لك: بأن الواقع عالم أجمل بكثير من الخيال وحده، وإن كنت في واقعك تبني الخيال فيه بإبداع فإنك ستبدع أكثر بطريقة واقعية يشاركك فيها الجميع، ولما لا؟!! ... فالواقع حقاً جميل برغم آلامه وصعوباته؛ فهو غامض وغموضه متعة واستكشاف ذلك الغموض بالاستعانة بخيالك أكثر متعة على الاطلاق؛ فاستكشف واقعك واجعل خيالك يساندك في حياتك الواقعية ولا تعش فقط في أوهام خيالك وأمنياتك فقط دونما أن تعيش واقعك المقدر لك من الله سبحانه وتعالى بكل ما فيه.
عش حياتك بواقعية ممزوجة بطعم الخيال الابداعي الابتكاري الذي يميزك أنت عن غيرك في كل ما تفعله، وليكن لك في كل عمل تقوم به إضافة ولمسة وقيمة إبداعية يعرف كل من حولك بأن هذا عملك الابداعي بسببها، ولذلك لا تعش فقط واقع بلا خيال أو خيال بلا واقع؛ ولكن عش واقعك بخيال ليس له وجود سوى معك أنت فقط، فكل منا له خياله وواقعه ورزقه الخاص به والذي وهبه له الوهاب سبحانه وتعالى، وعش حياتك في ظل الله بواقعية ممزوجة بخيال يصدم من حولك بإبداعك، فأنت تقدر على شيء لا يقدر غيرك على فعله ... نعم ... فقط أنت من تقدر على فعله، فجد ما وهبك الله اياه من موهبة فكل شخص في هذا الكون موهوب، ولكنه يحتاج للعمل على نفسه لاكتشاف موهبته وتسخيرها لنفسه وغيره في كل خير، وإن كان يعرفها فليسخرها في كل خير له لغيره وليصقلها ويرعاها دائماً لتنمو وترتقي به بإذن الله، ولذلك عش بواقع رائع واستكشف واقعك الممتع بخيالك الرائع.
تم تحريره في ٢٠١٦/٠١/٠٨م
ريم عبدالله القحطاني (الداعية الصغيرة)
طالبة دعوة واعلام
بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية
تعليقات
إرسال تعليق