المشاركات

عرض المشاركات من 2023

إدمان شعورٌ ما أو فكرةٌ ما مشكلة إنسانية لها حل

صورة
الإدمان بكافة أنواعه النفسية والجسدية مرض واضطراب يحتاج للعلاج بعدما يستوعب المصاب به ويدرك أن لديه إدمان ما وأنها تعتبر مشكلة، وعدم طلب المساعدة وعلاجه ستجعل من الممكن جداً أن يخسر نفسه وعلاقاته بالقريبين منه والبعيدين كذلك، وسوف تجعله في صراعات بينه وبين نفسه، وبينه وبين غيره ممن حوله. فعليك يا من سيطرت فكرة ما أو شعور ما على عقلك وقلبك وكلك أن تطلب المساعدة والأولى بمساعدتك هو الأخصائي النفسي، فاطلب المساعدة بإرادة حقيقية لتتخلص من إدمانك مهما كان نوعه لتعيش حياتك طبيعية كما يجب ببساطتها وبكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات وبتوكل على الله في كل شيء مع بذل الأسباب بكل تأكيد وعدم التواكل. صحيح أن إدمان أمر ما يجعله طبيعياً عند الكثيرين ويقدسونه ويخافون تغييره أو التخلص منه لكونه يحسسهم بمشاعر معينة يرغبون بها لا شعورياً وربما شعورياً أيضاً، وبكل الأحوال هذا خطيرٌ جداً وليس أمراً طبيعياً مهما كانت ضغوط الحياة، ولكل داء دواء ولكل مشكلة حل فلا تتذمر وتهرب، بل واجه واطلب المساعدة. وأعدك ما دمت مع الله ومعتني بنفسك عناية كما يجب نفسياً وجسدياً كما أمرنا الله تعالى فإنك ستكون بخير،

الهروب من الواقع معضلة البشرية حلّه الانهيار

صورة
إن حياتنا كبشر مليئة بلقاءات مع أناس كثر من كل حدب وصوب وعلى سبيل المثال لا الحصر حين نكون في المدرسة، الجامعة، العمل، البيت،،، إلخ. وهؤلاء الناس وأنا وأنت معهم نتعامل مع بعضنا البعض في واقع يختلف سياقه من مكان لآخر ومن زمان لآخر كذلك، وما يميزنا عن سائر خلق الله هو عقلنا الذي وهبنا إياه الوهاب سبحانه لنُعمله كما أمرنا بكل حق وصدق وكل قيمة طيبة، ولكن الإنسان مخلوق ضعيف جسدياً ونفسياً مذ يولد ويخرج للحياة حتى مماته، والذي يقويه مع الوقت هو معيته مع الله والأخذ بالأسباب. ومع كل يوم جديد، يواجه الإنسان تحديات وصعوبات في حياته، فيحاول تجاوزها قدر استطاعته بإعمال عقله وأخذه بالأسباب بعد توكله على الله. حينها تبدأ المرحلة التالية وهي اختيار نفسي بين المواجهة والهروب في وجه أي موقف يشكل تحدياً وصعوبةً أمام هذا الإنسان، وبذلك يكون قراره هو الأساس إما بمواجهة هذا الواقع والتعامل معه بإيجابية أو الهروب من هذه المواجهة حتى يصل للانهيار على كل الأصعدة أي نفسياً، جسدياً، اجتماعياً، أكاديمياً، مهنياً، وغيرها. حين تتراكم مواقف هروبه من الواقع في داخله يصل لمرحلة يحتاج فيها قشة واحدة تقصم

عصفورة تشفى بكلمة ولمسة دافئتين

صورة
في يوم ما كان هنالك عصفورة صغيرة تسبح في السماء الفسيحة بكل حرية بصحبة أصدقاءها العصافير، لكنها تفتقد شيئاً ما بداخلها، شعور ما ينقصها ويؤلمها صدرها بسببه. المشكلة أنها لا تعرف ماهيته مهما فكرت وتأملت في داخلها.  وذات يوم، سقطت العصفورة بسبب بعض الصغار المشاغبين الذين رموها بالحجارة فجرح جناحها وسقطت أرضاً، ولم ينتبه أحد من العصافير لها كونها كانت تهرب هي بدورها من هؤلاء الصغار ورمي الحجارة عليهم. وصرخت العصفورة طالبة النجدة مراراً وتكراراً، لكن لا أحد يسمعها وصوتها بدأ تدريجياً يخفت ويقل لتعبها وتعب حلقها ونفاذ طاقتها. ومع الوقت، فقدت الصغيرة الأمل بأن يساعدها أحد، وحاولت تتحرك لمكان آمن دافئ يقيها من المطر الذي هطل بغزارة ليلتها، ولكونها مجروحة لم تستطع سوى الدخول في مكان داخل جذع شجرة كبيرة، وكانت ترتجف برداً وزاد الألم بجناحها المتضرر الأمر سوءً. وبعد بعض الوقت غلبها النوم بسبب التعب الشديد بعدما لجأت لعمق جذع الشجرة. وفي صباح اليوم التالي، استيقظت مرهقةً وما أن فتحت عينيها الصغيرتين رأت ضوء الشمس الدافئ يدفئها.  وتفاجأت حين وجدت أن جرح جناحها مضمد بعناية بورق الشجر وبش

ابحث عن شيء يمكنك التمسك به

صورة
إن البحث عن معنى الحياة لأي شخص منا أمر صعب جداً لكنه ليس مستحيلاً، وأقصد بالبحث عن المعنى هنا هو معنى حياتنا بعد المعنى الوجودي وهو عبادة الله تعالى، فبعد هذا المعنى نبحث عما يمثلنا ويشكل جزءاً من هويتنا ورسالتنا في الحياة. والمعنى أمر ليس من اليسير إيجاده كما ذكرنا، وهو صعب المنال لعديد من الأسباب المختلفة، وتشعر حين تبحث عن معنى الحياة لتتمسك به وتعيش به ولأجله كمن يبحث عن إبرةٍ في كومة من القش.  ولذلك رحلة البحث عن المعنى تستحق العناء، فأنت تبحث عما يميزك عن غيرك وعن رسالتك في حياتك لنفسك ولغيرك، وحولنا عديد من المعاني الحياتية اللطيفة المهمة التي قد لا ننتبه لها ولم نفكر فيها من قبل، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الذهاب للعمل لتنجز فيه وتصرف على نفسك وربما أهلك وغيرك أيضاً، الدراسة الجامعية لتستزيد من العلم والمعرفة فتفيد وتستفيد، الزواج لتحقيق الاستقرار النفسي، والأطفال لتلبية عاطفة الأبوة والأمومة ،،، إلخ. ولكن هنالك من لا يرضى بما تم ذكره سابقاً من معاني الحياة البسيطة المهمة، ويرى بل ويريد معنى أعمق لحياته، ولا ألومه فهذه رغبة وإرادة مترسخة في النفس البشرية وهي رغ

ابحث عن شخص يكون في انتظارك هناك لأجلك

صورة
في حياة كل إنسان منا مجموعة مختلفة من الأشخاص، علاقتنا بهم مختلفة فمنهم من هم قريبين منا ومنهم من هم بعيدين عنا، والمهم هو تسمية كل نوع علاقة من هذه العلاقات كما يجب لتحديد حدودها فتلتزم بها فلا تزعج نفسك ولا غيرك. والأهم بعد ذلك، هو أن تجد الشخص المقدر لك من الله لتتمسك به فهو أو هي من يجعلون حياتك لها طعم لذيذ بحق بمشاعر عميقة، فتغمرك هذه المشاعر بشكل لا مثيل له بلطف وحنان ودفء ينتشر بداخلك ويضيء أعماقك فيحيي روحك وقلبك بقوة إيجابية وطاقة مذهلة.  ويكفيك أن تجد هذا الشخص المهم بل الأهم لك بانتظارك هناك من أجلك دائماً في أي وقت وأي مكان وبأي حالة تكون عليها، فيقبلك بلا شروط. وللعلم، هذا الشخص ليس بالضرورة أن يكون شخصاً واحداً بل يمكن أن يكون أكثر من شخص بدءاً بعلاقتك مع نفسك ثم مع غيرك من قريب أو بعيد، مثل: الأهل، الأصدقاء، الأحباب، الأزواج، الأبناء، الأخوة، الأخوات،،، إلخ.  ولذلك ابحث عن شخص يكون بانتظارك هناك من أجلك، فهو أو هي سوف يشعرونك بأن الحياة بخير وتستحق أن تُعاش فيمسكوا بيدك لبر الأمان في الدارين بإذن الله، وأعلم بأنكم قد تقولون بأن هؤلاء الأشخاص نادرين جداً، وأو

الترحيب بالسؤال هو عنوان العصر

صورة
  السؤال هو ما يفتح أبواب عصر جديد لمجتمع يجعله منهجاً له ولحياته، وهو ما يجعل الإنسان فضوليٌ بما يحدث من حوله ويدركه بكافة حواسه ويشعر به، مما يجعله يطلب معرفة ما وراء كل فكرة تطرأ بعقله وكل إحساس يشعر به. والإنسان يولد صفحة بيضاء، وينشأ في بيئته يخوض في مختلف التجارب والأفكار والروتين والتغيير، والعلم عالم لا نهاية له مهما بلغ بك العمر.  وقد ذكر المفكر الدكتور جاسم السلطان (مدير مركز الوجدان الحضاري) مقولة غاية في الأهمية وهي أن "الترحيب بالسؤال هو عنوان العصر"، وهذا يعني أننا لا نعلم كل العلم ونخزنه بمكان واحد ونغلق عليه، بل هو باب أو أبواب تُفتح لنا باستمرار على عوالم ومعارف جديدة ما دام السؤال متاحاُ دون خوف أو ترهيب، ويأخذه إنسان النهضة مفتاحاً لعصر جديد تتجلى فيه قيمة الكرامة الوجودية للإنسان وبقية القيم والمبادئ الإنسانية للتعايش مع الذات ومع الغير قريباً كان أو بعيد.  وكما ذكر سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم في هذا الشأن "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا" (الإسراء، 85). فالعلم بحر مستمر منذ نشأة الإنسان في هذا الوجود حتى اليوم ولآخر الزمان، وأما م